الثورة الفلسطينية
في ثمانينيات القران التاسع عشر بدأ اليهود الغربيين يتبنون نظريات جديدة في استعمار الاراضي الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية او السلمية بالسيطرة المسلحة وقد كان من أكبر المتبنين
لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التي قالت ان اليوم الذي نبني فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا .
الكفاح المسلح
الذي تمثل في انهار الشهداء التي قدمها هذا الشعب في غفلة من أمته عنة في سبيل تحقيق ذاته التي يؤمن بها والتي تتلخص في مصطلح الحرب أو الحروب الفلسطينية.
وقد سميت هذه الحرب الطويلة باسم "الحروب الفلسطينية" لسببين:
الأول: أن الطرف الأول و هو المستهدف فيها هو الطرف الفلسطيني.
الثاني: أن الطرف الثاني وهو المعتدي متلون فمرة هو الاحتلال الأجنبي ومرة هو الحركة الصهيونية ومرة هو دولة الطوارئ الإسرائيلية ومرة هو عملائهم جميعا.
[b]الحروب الفلسطينية هو مصطلح حديث أطلق لمساعدة الدارسين للتاريخ العالمي المعاصر على دراسة تاريخ المنطقة السياسي و يقصد به إجمال ما كافح في مواجهته الشعب الفلسطيني من حروب في سبيل تحرير ارضة والحصول على الاستقلال منذ عام 1880م وحتي الان. وتدور أحداث هذه الحروب بين الطرف الفلسطيني الذي هو دائما عبارة عن مقاومة شعبية تتحول الي عمل سياسي وعسكري منظم احيانا وشعبي عفوي احيانا اخري في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية ومشاريعها في فلسطين.
الهدف الذي أعلنه الطرف المعتدي وهو الحركة الصهيونية يتكون من شقين:
- بناء كيان عنصري ذو طبيعة يهودية على كامل الأراضي الفلسطينية وإقناع العالم بذلك، على أنقاض الدولة الفلسطينية التي يفترض وفق المخطط أن يلغي اسمها من التاريخ.
- أن يتحول الكيان بأسرع وقت ولأطول مدة إلي كيان توسعي هدفه السيطرة على محيطة و إخضاعه بالأخص منطقة ما بين النهرين و التوجه شرقا.
الهدف الذي أعلنه الطرف المقاوم وهو الطرف الفلسطيني يتكون من شقين:
- مواجهة مشروع التهويد والإلغاء الذي أعلنه الطرف الإسرائيلي بهدف تثبت الهوية الفلسطينية مرحليا وصولا إلي رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مع الحفاظ طوال الوقت على استقلالية القرار الفلسطيني.
- مواجهة مشاريع العدو التوسعية و صولا إلي نصرة الأمة في أماكن المواجهة وتحقيق الوحدة على أمجاد التحرير لتعلن بها فلسطين عاصمة للأمة العربية والإسلامية ومركز قرارها كما كانت قبل قيام دولة الطوارئ الإسرائيلية.
يكون الطرفين في مواجهة مباشرة وعلى انفراد احيانا او بمشاركة اطراف اقليمية ودولية احيانا اخري.وتجري هذه الحروب على الارض الفلسطينية احيانا كما يمكن ان تجري على اراضي عربية .
مقاومة فلسطينية – حركة صهيونية
إلا أن القاسم المشترك بينها جميعا ان الطرف الذي يشن الحرب يستهدف بشكل مباشر القضاء على الطرف الاخر. وقد استمدت هذه الحروب أهميتها التاريخية من عدة نقاط اهمها :
- أنها تمثل مجمل الحروب الاساسية المكونة للقضية الفلسطينية ( والتي بدورها هي الاساس في الصراع العربي الإسرائيلي )وبالتالي فإنها تمتد على فترة زمنية تزيد عن قرن.
- أن هذه الحروب هي الأكثر عددا والاكثر تدميرا.
نتائج هذه الحرب
قيام دولة الطوارئ الاسرائيلة من اليهود المهاجرين على انقاض أكبر و أطول كارثة انسانية في التاريخ المعاصر نتجت عن منع اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار من العودة الي أرضهم بعد انتهاء المعارك الكبري في الاراضي الفلسطينية والتي ترسخت من خلال اتفاقية هدنية الابعاد عام 1949م ولازالت اثارها مستمرة حتي اليوم بعد بلوغ اربعة اجيال من اللاجئين في المهجر.
مراحل الحروب
وتنقسم هذه الحروب الي مرحلتين: الاول: هي الحروب الصغري ( ما بين عامي 1880م – 1949م ). الثاني: هي الحروب الكبري ( ما بين عامي 1949 م – وحتي الان) .
الحروب الفلسطينية الصغري
- ثورة الاستقلال الاولي عام 1920 م .
- ثورة لاستقلال الثانية عام 1921 م .
- ثورة البراق عام 1929 م .
- الثورة الفلسطينية الكبري عام 1948 م .
الحروب الصغري وهي الثورات العسكرية التي قام بها الشعب الفلسطيني اثناء الفترة الممتدة بين 1880- 1949 م وبالاخص الفترة العسكرية البريطانية وكان للحركة الصهيونية هدف من ورائها هو اقامة ماسموه الدولة اليهودية حيث لم يتفق على تسميتها باسرائيل الا قبل ايام من إعلانها اما الفلسطينيين فكان لهم هدفين:
- منع قيام الدولة اليهودية – ورغم ان هذة الحروب لم تنجح في منع قيام الدولة اليهودية الا انها نجحة في تعطيل قيام هذه الدولة مدة لا تقل عن عشرين سنة بعد ان احبطت هذه الثورات إعلان الدولة اليهودية عدة مرات ، كما كان من نجاحاتها انها ادمت المهاجرين اليهود بالكثير من الخسائر المادية عقب كل مذبحة كانوا يقومون بها مما جعل الحركة الصهيونية في مأزق تاريخي بعد ان اثبتت عجزها عن إبادة الفلسطينيين بأعداد كافية ، الامر الذي جعل الحركة الصهيونية تتبني النظرية التي تبناها( بن غوريون ) عام 1939 م في المؤتمر الصهيوني حيث دعي فيه الي استبدال نظرية الابادة بنظرية التهجير وذلك عبر الاستفادة من الدول العربية .
- المطالبة بالاستقلال عن بريطانيا -وهو الامر الذي نجحت فيه المقاومة باجلاء القوات البريطانية عن الاراضي الفلسطينية الا ان الفرحة لم تكتمل لان إسرائيل اعلنت في اليوم التالي وقرر على اثرها العرب الدخول رغم رفض الطرف الفلسطيني لذلك حيث كان الطرف الفلسطيني المتمرس على حرب العصابات يراهن على فشل المشروع الإسرائيلي في مهدة الا ان جميع الدول العربية تدخلت بتوجيهات مباشرة من بريطانيا وتحت قيادة القائد العسكري البريطاني كلب باشا وكان أول مطلب للجيوش العربية تطلبة من افلسطينيين هو نزع السلاح بذريعة ان هذا يؤدي الي التشويش على الخطة ومن هنا بدأت مرحلة الحروب الكبري .
أعلام هذه المرحلة
- محمد أمين الحسيني – مفتي القدس و رئيس اللجنة العربية العليا والذي اعلن أول دولة فلسطينية عام 1949م تحت اسم دولة عموم فلسطين .
- عز الدين القسام – أحد قادة المجاهدين المؤسسين من اصل سوري استشهد على يد البريطانيين.
- عبد القادر الحسيني – أحد أشهر قادة المقاومة جاهد في عدة اقطار عربية وهو من القادة المؤسسين استشهد على يد الصهاينة في معركة القسطل التي انتهت بصد الهجوم الإسرائيلي على القدس عام 1948 م.
- وشهداء ثورة البراق الثلاثة التي تم تطبيق حكم الاعدام بحقهم في 17/6/1930م: عطا الزير – محمد جمجوم – فؤاد حجازي.
- الاستشهادي سرور برهم أول استشهادي فلسطيني / حسب بعض الدراسات التاريخية المعاصرة.