اطلبوا تجدوا
كان في قديم الزمان إنسان وكان له ملء وادٍ من الأبر .
ففي أحد الأيام جاءت إليه أم يسوع وقالت له: ((يا صاحب , إن رداء ابني مشقوق وأريد أن أرتقه له قبل أن يذهب إلى الهيكل , أفلا تقرضني إبرة؟))
فلم يعطها إبرة , غير أنه أعطاها عظة بالغة كانت عنده , موضوعها "*اطلبوا تجدوا"* , لكي تأخذها إلى ابنها قبل أن يذهب إلى الهيكل
الثعلب
خرج الثعلب من مأواه عند شروق الشمس , فتطلع إلى ظلّه منذهلاً وقال : ((سأتغدى اليوم جملاً)) ثم مضى في سبيله يفتش عن الجمال الصباح كله . وعند الظهيرة تفرّس في ظلّه ثانية وقال مندهشاً : ((بلى , إن فأرة واحدة تكفيني.))
ملك اردوسة
]مثل شيوخ مدينة (اردوسة) مرة في حضرة الملك , والتمسوا منه أمراً يقضي بمنع المسكرات في مدينتهم ,
فلم يجب الملك سؤلهم , بل ولاهم ظهره وتركهم ومضى , ضاحكاً منهم في سرّه .
فانصرف الشيوخ من حضرته قانطين.
ولما بلغوا باب القصر رأوا وزير الملك . وكان هذا الوزير داهيةً , فلحظ اضطرابهم وعرف قصتهم .
فقال لهم : ((أواه أيها الأصحاب ! فإن الحظ لم يسعدكم , لأنكم لو أتيتم إلينا عندما يكون ملكنا سكران لكنتم حصلتم في الحال على ما طلبتم.))
التوبة
دخل رجل في ليلة ظلماء إلى حديقة جاره , فسرق أكبر بطيخة وصلت إليها يده وجاء بها إلى بيته .
وعندما كسرها وجد أنها عجراء لم تبلغ بعد نموها , فتحرك ضميره في داخله إذ ذاك , وأوسعه تأنيباً , فندم على أنه سرق البطيخة ...
ملابس
تلاقى الجمال والقبح ذات يوم على شاطئ البحر . فقال كلّ منهما للآخر : ((هل لك أن تسبح؟))
ثم خلعا ملابسهما , وخاضا العباب , وبعد برهة عاد القبح إلى الشاطئ وارتدى ثياب الجمال , ومضى في سبيله .
وجاء الجمال أيضاً من البحر , ولم يجد لباسه , وخجل كل الخجل أن يكون عارياً , ولذلك لبس رداء القبح , ومضى في سبيله .
ومنذ ذلك اليوم , والرجال والنساء يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض .
غير أن هنالك نفراً ممن يتفرّسون في وجه الجمال , ويعرفونه رغم ثيابه . وثمة نفر يعرفون وجه القبح , والثوب الذي يلبسه لا يخفيه عن أعينهم .
الهدايا الثلاث
كان في مدينة بشري مرة , أمير عطوف , محبوب ومقدر من جميع رعاياه .
غير أنه كان ثمة رجل فقير الحال , معدم , جعل دأبه وديدنه ذمّ الأمير , والتشهير به . وتحريك لسانه أبداً ودائماً في التشنيع عليه .
وكان الأمير يعرف ذلك , ولكنه ظلّ صابراً لا يحرّك في شأنه ساكناً .
وأخيراً خطر بباله أن يضع له حدّاً , وأرسل إليه في ليلة من ليالي الشتاء خادمه , وحمّله كيس طحين , وعلبة صابون , وقالب سكر .
قرع الخادم باب الرجل وقال : ((أرسل إليك الأمير هذه الهدايا , علامة تذكار . ودليل رعاية.))
وشعر الرجل بالزهو , وأخذه العجب , إذ حسب أن الهدايا تكريم من الأمير له , وذهب في نشوة الكبرياء إلى المطران وأخبره بما فعل الأمير قائلاً : ((ألا ترى كيف أن الأمير يطلب رضاي؟))
ولكن المطران قال : ((إيه ! ما أحكم الأمير , وما أقلّ فطنتك ! إنه يتكلم بالرموز . الطّحين لمعدتك الفارغة , والصابون لقذارة سريرتك . والسكر ليحلو لسانك المر.))
وأصبح الرجل خجلاً منذ ذلك اليوم , حتى من نفسه , واشتدت كراهيته للأمير كما لم تكن من قبل قطّ , وامتدّت هذه الكراهية للمطران الذي كشف له الأمير , وأطلعه على مقاصده .
إلا أنّه سكت بعد ذلك , ولم يتعرض للأمير بكلمة
مع حبي
...