قصيدة للشيخ جمال الدين الصرصري
في مدح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
محمد المبعوث للناس رحمةً يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلح
لئن سبَّحت صُمُّ الجبال مجيبةً لداود أو لان الحديـد المصفح
فإنالصخور الصمَّ لانت بكفه وإن الحصــا في كفه ليُسَبِّح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفح
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعةً سليمان لا تألـو تروح وتسرح
فإن الصبـا كانت لنصر نبينا ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح
فإن مفاتيح الكنــوز بأسرها أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجحّ
وإن كـان إبراهيم أُعطي خُلةً وموسى بتكليم على الطور يُمنح
فهـذا حبيب بل خليل مكلَّم وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا ويشفع للعـاصين والنار تَلْفح
وبالمقعد الأعلى المقرَّب نــاله عطـــاءً لعينيه أَقرُّ وأفرح
وبالرتبة العليـا الوسيلة دونها مراتب أرباب المواهب تَلمح
ولَهْوَ إلى الجنات أولُ داخلٍ لــه بـابها قبل الخلائق يُفْتَح