والجديد في قانون الانتخابات للعام 2008 أن “الانقاذ” - يقصد الحكومة الحالية - كانت تنافس بنفسها في الانتخابات الماضية وغيرها كان يقاطع، الآن كما يقول الدكتور محمد احمد سالم رئيس هيئة تسجيل الاحزاب “التوالي” سابقاً، هناك منافسة قوية وسط اهتمامات مختلفة لشريحة الناخبين وهم الجيل الجديد الذين يحق لهم التصويت “كل من بلغ 18 عاما” وهم جيل يصعب الدخول عليهم بالخطاب القديم، ويشير إلى نكتة توضح الأمر، وهي، أن شابا سئل عن الازهري وخليل فقال الاول صينية “دوار” والثاني محطة، والازهري طبعا هو اسماعيل الازهري الذي رفع علم السودان ويلقب ب”ابو الاستقلال” وخليل هو عبدالله خليل أول رئيس وزراء سوداني، والأخير اطلق اسمه على محطة مواصلات، والأول يقبع دوار كبير امام منزله اتخذ اسمه.
والجديد ايضا في هذه الانتخابات كما يشير سالم أن النسبة القديمة 52 بالمائة للمؤتمر الوطني و28 بالمائة للجنوب و20 لبقية الاحزاب صارت الآن في مهب الريح، ما يدفع الجميع للتنافس.ويشير سالم إلى اهتمام اقليمي ودولي كبير خصوصاً دول الجوار مع اختلاف الأجندة. وحتى الآن يحق ل37 حزبا الدخول للانتخابات باعتبارهم مسجلين وتجري عملية التسجيل للبقية حتى اليوم الخامس من الشهر المقبل مايو/ايار كفرصة أخيرة لا يحق بعدها لأي حزب المنافسة في الانتخابات إذا لم يسجل اسمه.
زخم قديم متجدد
وحتى الانتخابات التي ستسجل كأهم حدث سوداني خلال العام المقبل، سيكون الرئيس الحالي أو خلفه هو الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية. ويكون الرئيس الحالي للحركة الشعبية لتحرير السودان أو خلفه هو النائب الأول للرئيس، فضلا عن تقلده منصب رئيس حكومة جنوب السودان ومنصب القائد الأعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان. وستبرز خلال الفترة المقبلة اسئلة كثيرة مثل من هم المرشحون؟ وأين سجل الناخبين؟ هل أوراق الانتخاب متوفرة بكمية كافية وبنفس العدد بالنسبة لكافة المرشحين؟ هل توجد سرية الانتخاب؟ هل يقع التأكد من هوية الناخب قبل قيامه بعملية الانتخاب؟ هل يوقع الناخب في السجل؟ هل تمارس ضغوط على الناخب؟ هل تقدم إلى المكتب أشخاص تحمل بطاقة انتخابهم رقم المكتب لكنهم لم يجدوا أسماءهم فيه؟ هل هناك من لم يتمكن من أداء واجبه الانتخابي نظرا لانتهاء الوقت واغلاق المكتب؟ كيف ينتخب الأميون والمعوقون؟ كل تلك الاسئلة واجوبتها هي وقود الزخم الانتخابي الذي سينغمس فيه السودانيون حتى النخاع خلال الاشهر الستة المقبلة، ولا غرو في أهمية الأمر، خاصة والتاريخ يؤكد كما سلف انهم أول من مارس هذه العملية
من المصدر.